لا يخفى أهمية دور المرأة في حياة الإنسان العلمية والعملية والشريعة الإسلامية أعطت المرأة حقوقها ووضعتها في المكان الصحيح وحمت ساحتها وصانت كرامتها وحفظت لها مصالحها وهي ترعى الرجل منذ نعومة أظفاره أمًّا حنونًا، وأختًا تقاسمه المشاعر الأخوية تحت جناح الأبوين، وزوجة في المستقبل تشارك زوجها حياته، وتعمر بيته، وتقاسمه ظروف الحياة بمشاغلها وهمومها وحلوها ومرها، وابنة تعينه في كبر سنه، وهي تعمل كداعية ومربية وطبيبة ومترجمة ومعلمة وغير ذلك.
وإيمانًا بدور المرأة وأهميتها في بناء المجتمع والتأثير في الحياة العامة فتحت دار الفتوى الباب على مصراعيه للمرأة للمساهمة في الأنشطة الاجتماعية والعلمية والعملية والخيرية والتطوعية وغير ذلك فأقامت لهن الدورات العلمية المتعددة والنشاطات المتنوعة كالخياطة والتفصيل والتطريز والرسم على القماش والزجاج والحرير وتنسيق الزهور والاكسسوار المنـزلي، ونظمت لهن الرحلات والمخيمات والتجمعات وفتحت لهن الجمعيات ودفعت بهن ليتقلدن المناصب الرفيعة في المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والتعليمية تعزيزًا لدورهن.
وتهدف دار الفتوى إلى إصلاح المجتمع بتفعيل دور المرأة من خلال تزكية نفسها وتحملها مسؤولية من ترعاهم والعناية بهم بمكارم الأخلاق والأبعاد الروحية كقيامهم على شؤون فقه العبادات والمعاملات، وإرشادهم إلى معالي الأمور ونهيهم عن المفاسد والمضار ومكافحة التطرف البغيض، فهي مأمورة كما الرجل بالإيمان والطاعة، ولها جزاء في الآخرة، ولها حق أن تنصح وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتدعو إلى الله، وبينها وبين الرجل مساواة في التعبد أعمالًا وأحوالًا، إلا ما خص، وكذلك ما يتعلق بثمرة التعبد، وهي المغفرة والأجر العظيم، ولها حق التملك، تبيع وتشتري، وترث، وتتصدق وتهب، ولا يجوز لأحد أن يأخذ مالها بغير رضاها، ولا يجوز أن يُعتدى عليها، ولا أن تُظلم، بل ولها حق التعلم والتعليم.
ولتتمكن المرأة من أداء وظيفتها وتفعيل دورها تهتم دار الفتوى بتوعية الرجل الذي هو شريك المرأة في الحياة بأهمية التخفيف عن المرأة وإسعادها ومشاركتها هموم الحياة ومشاكلها والتعاون معها لتحقيق الأهداف المرجوة، وبهذا التعاون حل حقيقي لرد الظلم والقمع الواقع على المرأة من قبل تصرفات بعض الأفراد أو عادات بعض المجتمعات، لا من قبل الإسلام، لأن الإسلام أكرمها وأنصفها. ونبينا عليه الصلاة والسلام خير مثال يحتذى في ذلك فأعزّ المرأة وأكرمها وحَثّ وَحَرّضَ الأبَ والأخ والزوج على الإحسان إليها وإكرامها والرفق بها، كما قال الرسول الأعظم ﷺ: «رِفْقًا بالقوارير» رواه ابن الأثير، وأوصى بها فقال: «استوصوا بالنساء خيرًا» رواه مسلم، وقال أيضا: خَيركُمْ خَيركُمْ لأَهله وَأَنا خَيركُمْ لأهلي. رواهُ التِّرْمِذيُّ معناه أحسنكم هو أحسنكم معاملة لزوجته، وأنا أحسنكم معاملة لأزواجه، وكان صلى الله عليه وسلم يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ في خِدمةِ أهلهِ، وَيَخْدُمُ نَفْسَهُ، ويَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيَخِيطُ ثَوْبَهُ، وَيَحْلِبُ شَاتَهُ.