إن الإسلام نعمة عظيمة من خالق الكون فالمسلم يعبد الله وحده الذي لا شريك له ولا إله غيره ولا معبود بحق سواه لا يشبه المخلوقات ولا تحيط به الأفكار والأوهام وهو مستغن عن العالم كله وله الصفات الكاملة اللائقة به التي تدل على عظمته سبحانه وتعالى، ويؤمن المسلم برسالة محمد عليه الصلاة والسلام الذي عُرِفَ بالصدق والأمانة والعفة وظهرت على يده المعجزات الباهرات التي تدل على صدقه وقد رآها الناس وتواتر خبرها حتى وصلت إلينا، ويمتاز هذا الدين العظيم بالخيرات والمنافع الكبيرة للفرد والمجتمع ويكتسب الإنسان من خلاله:
- دخول جنة الجلد:
قال تعالى: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَار سورة البقرة 25 وقال تعالى: وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ سورة آال عمران 133
والجنة موجودة الآن وهي فوق السماء السابعة وسقفها العرش الكبير ولها ثمانية أبواب وأهلها طوال على صورة أبيهم آدم حسان الوجوه وَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نَادَى مُنَادٍ إِنَّ لَكُمْ أَنْ تَحْيَوْا فَلا تَمُوتُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَصِحُّوا فَلا تَسْقَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَشِبُّوا فَلا تَهْرَمُوا أَبَدًا وَإِنَّ لَكُمْ أَنْ تَنْعَمُوا فَلا تَبْأَسُوا أَبَدًا.
وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِى وَصْفِهَا: هِىَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ وَقَصْرٌ مَشِيدٌ وَنَهْرٌ مُطَّرِدٌ وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ نَضِيجَةٌ وَزَوْجَةٌ حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِى مُقَامٍ أَبَدِىٍّ فِى حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ. رَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ. «
وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ((إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولًا الجنة: رجل يخرج من النار حَبْوًا، فيقول الله له: اذهب فادخل الجنة فيأتيها، فيُخَيَّلُ إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب، وجدتها ملأى، فيقول الله عز وجل: اذهب فادخل الجنة فإن لك مثل الدنيا، وعشرة أمثالها أو إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر بي – أو أتضحك بي – وأنت الملك؟ قال: فلقد رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ضحك حتى بدت نواجذه، فكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة)) رواه البخاري ومسلم
- الخلاص من نار جهنم
قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الْأَرْضِ ذَهَبًا وَلَوِ افْتَدَىٰ بِهِ ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ سورة آل عمران 91
وجهنم موجودة الآن وهي تحت الأرض السابعة وهي مكان لتعذيب الذين لم يؤمنوا بالله واليوم الآخر، وسبيلُ النجاة منها الإيمان والإسلام والعمل الصالح قبل الممات قال تعالى: وَلَوْ تَرَىٰ إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ سورة الأنعام 27 ولن يرجع الإنسان إلى هذه الدنيا بعد موته لينال هذه الفرصة بل يكون انتقل إلى الدار الآخرة التي فيها يحاسب العباد على أعمالهم التي عملوها في الدنيا.
- السعادة والطمانينة والراحة النفسية
إن طاعة الله بالإسلام والإيمان والتزام الأوامر واجتناب النواهي تورث السلام والأمان والراحة النفسية وتذكي الأرواح فيبقى المسلم دائم الذكر منشغل القلب بآخرته طامعًا بثواب الله العظيم معرضًا عن ملهيات الدنيا بحيث لا يشعر بملل من هذه الحياة ولا يدعوه ذلك للكآبة وضيق الصدر وكراهية الحياة لأن القلب أنس بكتاب الله واللسان اشتغل بذكر الله وعرف الصدر الانشراح بالأوراد والأذكار التي تزيل الهموم وتفرح القلوب وتبعث في النفس الراحة والأمل قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} سورة الرعد 28
وإن هذه المعاني التي يكتسبها المسلم من دينه لا يحصل عليها ولا يشعر بها بشئ آخر مهما بالغ في نعيم الدنيا وملذاتها لأن الراحة الحقيقية بالعمل للنعيم المقيم الأبدي في الجنة العالية الغالية في الآخرة التي أعد الله فيها لعباده الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
- محو جميع الذنوب والمعاصي بالإسلام
من مزايا الإسلام أنه يهدم ما قبله كما قال عليه الصلاة والسلام فكل ما سبق لهذا المسلم من الآثام والفجور والعصيات يغفرها الله له بإسلامه ويكتب له ثواب الأعمال التي يعملها بعد إسلامه كفره قال تعالى: {فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا} سورة الفرقان 70
وَفِى صَحِيحِ الْبُخَارِىِّ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أُسْلِمُ أَوْ أُقَاتِلُ قَالَ »أَسْلِمْ ثُمَّ قَاتِلْ« فَأَسْلَمَ فَقَاتَلَ فَقُتِلَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »عَمِلَ قَلِيلًا وَأُجِرَ كَثِيرًا« أَىْ لِأَنَّهُ نَالَ الشَّهَادَةَ بَعْدَ أَنْ هَدَمَ الإِسْلامُ كُلَّ ذَنْبٍ قَدَّمَهُ فَالْفَضْلُ لِلإِسْلامِ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ يُسْلِمْ لَمْ يَنْفَعْهُ أَيُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ. وَهَذَا الرَّجُلُ كَانَ الْتَحَقَ بِالْمُجَاهِدِينَ مِنْ أَجْلِ أَنَّ قَوْمَهُ الَّذِينَ هُمْ مُسْلِمُونَ خَرَجُوا مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْلِمَ ثُمَّ أَلْهَمَهُ اللَّهُ أَنْ يَسْأَلَ الرَّسُولَ فَسَأَلَ فَأَرْشَدَهُ الرَّسُولُ إِلَى أَنْ يُسْلِمَ ثُمَّ يُقَاتِل.
- الإسلام يؤاخي العقل والعلم في كل ميدان
يُعدّ العقل آلة الإدراك التي تميَّز بها البشر عن باقي المخلوقات، وهو مناط التكليف وقد اعتبر الإسلام العقل ولم يهمله بل جاءت أحكام الدين موافقة للعقل الصحيح السليم قال الله تعالى حكاية عن أهل النار: وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير. سورة الملك آية 10
ولم تأت الشريعة مصادمة لما تتقبله العقول الصحيحة السليمة فما من أمر أو نهي جاء به الإسلام إلا وهو موافق للعقل السليم
وَلَيْسَ مِحْوَرُ الِاعْتِقَادِ الصحيح عَلَى الْوَهْمِ بَلْ عَلَى مَا يَقْتَضِيهِ الْعَقْلُ الصَّحِيحُ السَّلِيمُ الَّذِى هُوَ شَاهِدٌ لِلشَّرْعِ ولذا أبطل النبي عليه الصلاة والسلام عقيدة عبدة الأصنام لأنهم يعبدون ما له شكل وحجم وصورة ودعاهم إلى اعتقاد يؤيده العقل السليم وهو أن رب العالم ليس شكلا أو حجما أو صورة وأن الاعتقاد لا يبنى عَلَى الْوَهْمِ لِأَنَّ الْوَهْمَ يَحْكُمُ عَلَى مَا لَمْ يُشَاهِدْهُ بِحُكْمِ مَا شَاهَدَهُ وَالْوَهْمُ يَتَصَوَّرُ أَشْيَاءَ لا حَقِيقَةَ لَهَا، فلن تعيش في الإسلام اعتقادًا لا يقبله عقلك أو مبادئ تخاف أن تناقشها مع غيرك لأن نفسك لم تقنع بها فضلا عن نفس غيرك.