من عظمة الإسلام

وهذه المظاهر هي الميزات والصفات التي ينفرد بها دين الإسلام عن غيره من الديانات والمناهج الأخرى.

  • أنه دين إلهي

الإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله عزَّ وجلَّ للعالمين،  وهذه من أعظم خصائصه وأُسُّها؛ فما سواها من الخصائص نتيجة لها وثمرة من ثمارها قال الله تعالى: وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ سورة آل عمران 85 وقال أيضًا: إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ سورة آل عمران 19

  • دين الأنبياء والمرسلين

دين أنزله الله تعالى على أنبيائه ورسله من أولهم آدم  مرورا بإبراهيم وسليمان وموسى وعيسى إلى خاتمهم وأفضلهم محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وإن اختلفت شرائعهم من زمن إلى زمن في بعض الأحكام إلا أنهم كلهم جاؤوا بالإسلام وبلغوه ودعوا إليه

  • مرجعه الوحي من الله

إن الإسلام يستند إلى الوحي المنزل على الرسل والكتب التي جاؤوا بها من عند الله تعالى كالقرآن والتوراة والإنجيل الأصليَّينِ

قال عز وجل عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿  وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].

  • غايته

غايته وهدفه تحقيق مرضاة الله عزَّ وجلَّ والقيام بعبادته، فهذه الغاية التي من أجلها خلق الله الجن والإنس، كما قال سبحانه: ﴿  وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ﴾ [الذاريات: 56 – 58].

  • سالم من النقص والتعارض ومكافح للظلم

إن الإسلام دين من عند الله تعالى سالمٌ من النقص والتعارض والهوى والحيف والظلم، فهو شرع الله العليم الخبير سبحانه، الذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يقول الله تعالى مبينًا عظمة دينه واتفاق تشريعاته: ﴿ أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82 ].

  • يشهد لصحته العقل السليم

3- اهتم الإسلام بالعقل، ودعا إلى استعماله وعدم إهماله، وإلى التفكر في خلق الله، والآيات الدالة على وجود الخالق، %84 فهو دين يعتني بالعلم ويمجِّد العلماء، ويُعْمِلُ العقل ويخاطب عقول العقلاء. وقد بين عز وجل مكانة العلم والعقل ومنزلة أهلهما فقال سبحانه: ﴿ وَتِلْكَ الأْمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ ﴾ [ العنكبوت: 43].

والعقل يؤيد النقل والشرع ويشهد لصحته ولا يتعارض الإسلام وأحكامه السمعية مع العقول السيلمة إطلاقًا قال تعالى: ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ ﴾ سورة البقرة 170

  • يلبي مطالب النفس البشرية

شرع الإسلام للنفس البشرية ما يصلح لها وما يُصلحها، فهو دين الله الذي خلق الإنسان ويعلم ما يتناسب مع هذه النفس البشرية: ﴿ أَلاَ يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ﴾ [الملك: 14].

  • دين شامل

شرع الله سبحانه وتعالى للأمة دينًا شاملاً في أحكامه وتشريعاته للثقلين من الجن والإنس، ولكل تصرفاتهم وعلاقاتهم، حيثما كانوا؛ وأينما كانوا فوق أي أرض وتحت كل سماء. يقول المولى عز وجل: ﴿ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النحل: 89]، ففيه عقيدة وعبادة، وحكم وقضاء، وشريعة وقانون، ومصحف ودعوة، وسياسة واقتصاد، وخلق وتوجيه)

 فرسالة الإسلام غير محدودة بعصر، ولا جيل، فهي تخاطب كل الأمم وكل الأجناس وكل الشعوب وكل الطبقات، وهي هداية رب الناس لكل الناس، ورحمة الله لكل عباد الله، وهي التي تظلل بفيئها بلال الحبشي

وصهيب الرومي وسلمان الفارسي وعمر القرشي.

يقول الله تعالى: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ﴾ [الأعراف: 158] ويقول تعالى: ﴿ تبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1]

  • صالح لكل زمان ومكان:

إنه دين يصلح للزمان كله، من بعثة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إلى قيام الساعة

ودينٌ شاملٌ وصالح لكل مكان؛ فليس خاصًّا بإقليم دون آخر، ولا بأمة دون أخرى؛ شمولية مكانية؛ يطالب بهذا الدين كل البشر في أي مكان ومن أيَّة أمة.

ودينٌ شاملٌ للإنسان في مراحل حياته المختلفة، وفي علاقاته المتعددة، يوجهها إلى ما فيه صلاحه ورفعته وحفظه وهدايته

– فالإسلام منهج حياة، يراعي فيها الإنسان أحكامه وتشريعاته، فلا تنفك الأحكام الشرعية عن حركة الكون بأفلاكه وأجرامه، وليله ونهاره، وحرِّه وقرِّه، فهناك عبادات مرتبطة بحركة الشمس؛ كالصلوات الخمس والسحور والإفطار، وعبادات مرتبطة بدورة القمر؛ كالصيام والحج وغير ذلك، فالكون والخلق كله لله سبحانه وتعالى: ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى ﴾ [طه: 6]

  • دين الأخلاق

الإسلام دين الأخلاق، فما من حُكم شرعي في دين الإسلام إلا ويلبِّي مقصدًا خُلُقيًّا حميدًا للإنسان، ولهذا كان قول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: (إِنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ محاسن الأخْلاقِ)[رواه البخاري]، وقوله: (إنَّ مِنْ أحَبِّكُمْ إليَّ وأقْرَبِكُمْ مِنّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ؛ أحاسِنَكُمْ أخْلاقاً، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إليَّ وأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ القِيامَةِ؛ الثَّرْثارُونَ وَالمُتَشَدّقُونَ وَالمُتَفَيْهِقُونَ.قالوا:يا رسول الله قد علمنا الثرثارون والمتشدّقون، فما المتفيهقون؟ قال: المُتَكَبِّرُون)[رواه الترمذي]

فالثرثرة والتشدق صفات ذميمة لما تتضمنه من معنى العجب بالنفس والرد للحق والتعالى على الخلق

وفي الحديث: (إِنّ مِنْ خِيَارِكُمْ أَحَاسِنَكُمْ أَخْلاقاً) رواه البخاري ومسلم. ولقد كان في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، وسلف الأمة، أعظم مثال على ذلك المجتمع الأخلاقي المثالي.

وهذه المبادئ السامية والشمائل الكريمة التي كانت عاملا من عوامل انتصار الإسلام وانتشاره

  • انتشاره وثباته ورسوخه وشموخه أمام التحديات:

ومن عظمة الإسلام انتشاره واتساعه حتى بين ظهراني أعدائه والمتربصين به، رغم ضعف وسائل الدعوة إليه،.

بل وثباته ورسوخه وشموخه أمام التحديات الفكرية والثقافية والفلسفية، والتحديات الاقتصادية والمادية، والتحديات السياسية والإعلامية، والتحديات العسكرية العالمية.

هذا باعث كبير على الاعتزاز به

قال تعالى: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ)  سورة التوبة 32

الخاتمة:

فيا أيها الناس:

إذا أردتم العزة والكرامة، والسلام والأمان، والعدالة والحياة الفاضلة الكريمة، فلن تجدوا ذلك إلا في رحاب هذا الدين العظيم!

ففي هذا الدين الفلاحُ في الدنيا والآخرة، والسعادة الأبدية السرمدية حيث لا شقاء أبدًا، فيه طمأنينةُ القلب، وحلاوة الروح، وراحة البدن. قال الله تعالى: ﴿ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ [طه: 123].

فيا له من دين

تحمَّل الأنبياء والمرسلون الكثير في سبيل نشره وكم قُتل منهم وكم عُذِّب، وكم لاقَوا لأجل هذا الدين!

ظل نوح يدعو قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، ولبث يوسف في السجن بضع سنين، وألقي في النار خليل الله إبراهيم، ونُشر بالمنشار زكريا، وقُتل ابنه يحيى الأمين، وناهيك عما حدث لقائد الغر الميامين، وخاتم الأنبياء والمرسلين؛ ففي أُحُدٍ كُسرت رباعيته، وشُجَّ وجهُه، على أيدي المشركين.

ويا له من دين!

قتل لأجله ، وفي سبيل نشره من الصحابة: عمر، وعثمان وعلي، وطلحة والزبير، وحمزة،ومصعب، وغيرهم الكثير، وكلهم من الأخيار الأطهار.

وعُذِّب في سبيله الكثيرُ من العلماء؛ فجُلد الإمام مالك فقيل: لا يُفْتي إلا مالك، وجُلد أحمد فصار إمام أهل السنة، وقُتل ابن جبير إمام التابعين، وكلهم جاهدوا في الله حتى أتاهم اليقين.

نسأل الله أن يحفظ الإسلام وأهله، وأن يستعملنا لخدمة دينه إنه ولي ذلك ومولاه.

فتوى مفتي الديار المصرية الأسبق فيمن أثبت الصوم على الحساب

من كتاب فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك، للشيخ أبي عبد الله محمد أحمد عليش المالكي مفتي الديار المصرية الأسبق المتوفى سنة 1299 هـ المجلد الأول صحيفة 168 (دار الفكر): بسم الله الرحمن الرحيم مسائل الصيام ما قولكم فيما وقع من بعض الشافعية مشهورًا بالعلم والديانة من اعتماده في ثبوت رمضان وشوال …

فتوى مفتي الديار المصرية الأسبق فيمن أثبت الصوم على الحساب قراءة المزيد »

من مزايا الإسلام

إن الإسلام نعمة عظيمة من خالق الكون فالمسلم يعبد الله وحده الذي لا شريك له ولا إله غيره ولا معبود بحق سواه لا يشبه المخلوقات ولا تحيط به الأفكار والأوهام وهو مستغن عن العالم كله وله الصفات الكاملة اللائقة به التي تدل على عظمته سبحانه وتعالى، ويؤمن المسلم برسالة محمد عليه الصلاة والسلام الذي عُرِفَ …

من مزايا الإسلام قراءة المزيد »

من معين الهجرة النبوية المباركة

الحمد لله رب العالمين الموجود أزلا وأبدا بلا مكان، والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد، وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وعلى ءاله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد، يقول الله تعالى في محكم كتابه: [إِلا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ …

من معين الهجرة النبوية المباركة قراءة المزيد »