تغذية الروح

من جمال دين الإسلام أنه اهتم بالإنسان روحًا وبدنًا، فوفر للروح حاجتها وأسباب سعادتها، وفي الوقت ذاته لم يهمل البدن وعوامل قوامه وقوته، ولذا كان من اهتمامات دار الفتوى الاعتناء بالروح وتزكية النفوس من خلال “فرق الإنشاد الديني” التي تصدح أصوات أعضائها بذكر الله ومديح الرسول صلى الله عليه وسلم بالأنغام العذبة والألحان الشجية

وتعمل على نشر الثقافة المتنورة والحث على الأخلاق والفضيلة، ومن خلال إقامة الحضرات الصوفية وحلقات الأذكار والأوراد وقراءة القرآن بين الفينة والأخرى فعن ابن عمر قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” إن هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء ” قيل : يا رسول الله وما جلاؤها ؟ قال : ” كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن ” رواه البيهقي في شعب الإيمان. وهي أسباب يتوصل بها لإصلاح القلب بالوقوف مع الآداب الشرعية ظاهرًا وباطنًا والاقتداء بالنبي بالأقوال والأحوال وفيها الحث والتحريض على:

إخلاص النية في جميع الأفعال والأحوال والاتصاف بالمحامد وترك الأوصاف الذميمة والأخذ بالحقائق الزهد وعدم تعليق القلب بما في أيدي الخلائق والتدليل من الشيخ لمريده على كيفية السلوك وتصفية البواطن من الرذائل وتحليتها بالفضائل وإرشاده لمنازل السالكين التي منها:

التوكل على الله بالاستسلام لجريان القضاء، واليقين والصبر وهو الثبات وتلقي البلاء بالرحب والوقوف مع البلاء بحسن الأدب والمراقبة بدوام النظر بالقلب والوقوف عند الحدود والشبهات والرضا وهو استقبال الأحكام بالفرح، والعبودية وهي القيام بحق الطاعات، والاستقامة كما قال ابن الخطاب استقم بطاعة الله ولا ترغ روغان الثعلب، والإخلاص والصدق والخلق الحسن والدعاء والسؤال والتوبة وهي أول منزلة السالكين، والخلوة والعزلة وهي صفة أهل الصفوة وهي من أمارات الوصلة وترك الشبهات والآفات، والزهد وهو النظر الى الدنيا بعين النقص والإعراض عنها تعززًا وتشرفًا، وترك الاشتغال بما لا يعني، وعدم الاشتغال بحظ النفس والخشوع والتواضع والانقياد للخالق  والانكسار لله، ولقد قيل: من طرق الباب بالخضوع فتح له بالقبول، ووجوب محاسبة النفس، حيث قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّـهَ}، وعدم الإكثار من النوم والكلام والأكل، حيث إن كثرة الكلام في غير ذكر الله من الأسباب التي تؤدي إلى قسوة القلب التي تؤدي بدورها إلى البعد عن الله تعالى، كما أنّ الإكثار من الأكل يؤدي إلى قوة نوازع الشهوات، والإكثار من النوم يسبّب الكسل والعجز.

فإذا لمع نور الإيمان في القلب بهذه المعارف الروحية والمعاني الذوقية اندفعت ظلمات الشكوك وانمحق سوء الظن من الخاطر بالخلق وحُفظَ القلب من نسيان ذكر الله وتروّح بلطائف الغيوب وشغل الذهن عن الوساوس وصفت النفوس وزكت الأعمال وسعت الأرواح إلى دوام الاجتهاد والتخلص من الأمراض العجب والحسد والكبر وغير ذلك .

وكان الأبرار الذين بهم تستنزل الرحمات يتواصون بسجن اللسان وكثرة التوبة حيث قال الله سبحانه: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّـهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) وكثرة الاستغفار قال الله تعالى: (وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ). وبمخالفة النفس، والعمل على عدم تلبية ما تسعى إلى تحقيقه، فالنفس مائلة إلى الراحة، ورد عن الغزالي أنه قال: (اعلم أن أعدى عدوك نفسك التي بين جنبيك، وقد خلقت أمارة بالسوء مبالغة في الشر فرارة من الخير، وأمرت بتزكيتها وتقويمها وقودها بسلاسل القهر إلى عبادة ربها وخالقها ومنعها عن شهواتها وفطامها عن لذاتها، فإن أهملتها جمحت وشردت ولم تظفر بها بعد ذلك).

وبهذه المعاني الراقية يتنقل الإنسان بين فضاءات الكون ويستمتع بجماله وتتوسع إدراكاته ويتفاعل مع هذه المشاعر المتنوعة بين الحب والجمال والرفعة والعظمة ويسعى إلى الكمال موقنًا بكمال قدرة الله تعالى وإجلاله وتعظيمه.
وهذه التغذية والتزكية للنفوس والأرواح منّة من الله عز وجل على من يشاء من عباده كما قال تعالى: -{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدًا}، والله تعالى بفضله يجتبي من يشاء من عباده فيطهره من الرذائل وينميه بالفضائل.

فتوى مفتي الديار المصرية الأسبق فيمن أثبت الصوم على الحساب

من كتاب فتح العلي المالك في الفتوى على مذهب الإمام مالك، للشيخ أبي عبد الله محمد أحمد عليش المالكي مفتي الديار المصرية الأسبق المتوفى سنة 1299 هـ المجلد الأول صحيفة 168 (دار الفكر): بسم الله الرحمن الرحيم مسائل الصيام ما قولكم فيما وقع من بعض الشافعية مشهورًا بالعلم والديانة من اعتماده في ثبوت رمضان وشوال …

فتوى مفتي الديار المصرية الأسبق فيمن أثبت الصوم على الحساب قراءة المزيد »

التواصل الأسري

إن الأسرة تشكل نسيجًا اجتماعيًّا قويًّا، وهي نعمة عظيمة من الله عز وجل  والأسرة الصالحة الحضن الأول لتنشئة الأجيال، وتربية الأبطال، وتعزيز التواصل الأسري؛ وذلك يؤسس لمجتمع متراحم، ويبشر بحياة كريمة، قوامها راحة النفس، واطمئنان القلب، وهذا مطلب كل عاقل، قال الله تعالى: {والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين …

التواصل الأسري قراءة المزيد »

فضل يوم الجمعة وعشر ذي الحجة

إنَّ الحمدَ للهِ نحمدُه ونستعينُه ونستغفره ونتوب إليه ونستهديه ونشكره، ونعوذُ بالله مِن شُرورِ أنفُسِنا ومن سَيّئاتِ أعمالنا، مَن يهْدِ الله فلا مُضِلّ له ومَنْ يُضْلِل فلا هاديَ له. وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ وحدَه لا شَريكَ له ولا مَثِيل له ولا شَبيه له، اللهمَّ أنتَ الأوّلُ فليسَ قبلَكَ شَىء وأنتَ الأخِرُ فليسَ بعدَك …

فضل يوم الجمعة وعشر ذي الحجة قراءة المزيد »